ترحيب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته





مرحبا بكم في مدونتنا وهي عن العلماء المشهورين

الأحد، 22 مايو 2011


ابن ربن الطبري
هو العالم المسلم أبو الحسن علي بن سهل ربَّن الطبري. ولد في مرو من أعمال طبرستان سنة 780 م 164 هـ أو سنة 770م ـ 153 هـ وهو ينحدر من أسرة فارسية مسيحية حسب كل من ألدو مييلي وابن خلكان؛ لكنه اعتنق الإسلام على يد المعتصم. ويقول محمد زبير الصديقي محقق كتاب "فردوس الحكمة" : إن المتوكل هو الذي دعاه إلى الإسلام فلباه واعتنقه، فلقبه بلقب مولى أمير المؤمنين، ولشرف فضله جعله من ندمائه.

أما لقب ربَّن فيعني الأستاذ حسب ألدو مييلى الذي يقول: >إن اللقب السرياني، ربان، كان مستعملاً عند المسيحيين مطابقاً للفظ أستاذ عندنا.

كان والده سهل عالماً بارعاً في الطب والهندسة، والتنجيم، والرياضيات، والفلسفة ويقال إنه أول من ترجم إلى العربية كتاب المجسطي لبطليموس. وقد تلقى أبو الحسن دراسته الأولى على والده الذي علمه الطب والهندسة، والفلسفة، إلى جانب اللغتين العربية والسريانية. وبعد وفاة والده تعمق في دراسة الطب وأصبح طبيباً مشهوراً. وقد مارس الطب في مدينة الري، ثم ذهب إلى العراق واستقر بمدينة "سر من رأى (سامراء)، حيث صار كاتباً للخلفاء المعتصم والواثق والمتوكل.

اسهاماته في الطب
تتجلى الاسهامات العلمية لعلي بن ربَّن في تصنيفه في عدد من المواضيع الطبية التي تطرق لها بتفصيل في كتابه فردوس الحكمة، ومنها: وضع المبادئ العامة للطب، وقواعد الحفاظ على الصحة الجيدة، وذكر بعض الأمراض التي تصيب العضلات، ووصف الحمية للحفاظ على الصحة الجيدة، والوقاية من الأمراض ؛ إضافةً إلى مناقشة جميع الأمراض من الرأس إلى القدم، وأمراض الرأس والدماغ، وأمراض العين، والأنف، والأذن، والفم، والأسنان، وأمراض العضلات، وأمراض الصدر والرئة، وأمراض البطن والكبد والأمعاء، وأنواع الحمى. كما وصف النكهة والطعم واللون، وتعرض للعقاقير والسموم.مؤلفاته


لعلي بن ربن عدد من الكتب الطبية وأشهرها كتاب فردوس الحكمة (850م) 236هـ وهو عبارة عن موسوعة طبية، تطرق فيه لجميع فروع الطب ؛ إضافةً إلى بحوث في الفلسفة وعلم النفس والحيوان، والفلك، والظواهر الجوية. وقد كتبه بالعربية وترجمه في الوقت نفسه إلى اللغة السريانية. ونشرت منه عدة نسخ في بلدان مختلفة. وقام الدكتور محمد زبير الصديقي بتحقيق هذا الكتاب، وقد طبع في الهند عام 1928. وفي سنة 1996 تم طبع الكتاب ونشره من طرف معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية في إطار جامعة فرانكفورت الألمانية.

له أيضا كتاب تحفة الملوك، وحفظ الصحة، وكتاب في ترتيب الأغذية، ومنافع الأطعمة والأشربة والعقاقير. أضاف الزركلي إلى مؤلفاته كتاب "الدين والدولة" الذي يدافع فيه عن الإسلام. وله أيضا "الرد على أصناف النصارى"

ابن النفيس الدمشقي


ينتمي ابن النفيس إلى حقيقة مميزة من الزمن، طافحة بالنشاط والحيوية، ذات أثر فعال في تقديم العلوم الطبية وتطويرها، وقد حملت هذه الحقبة بذور تطور تاريخ الطب ونموه على مر العصور..

والحياة التي عاشها
ابن النفيس تعطي مثلاً حياً على عشق الإنسان للعلم والمعرفة، وسعيه المستمر الذي لاينقطع في دروب العطاء الإنساني. ‏
مولده ونشأته: ‏
ابن النفيس هو علاء الدين أبو الحسن علي بن أبي الحزم القرشي الدمشقي.. ‏
لم يذكر المؤرخون تاريخ مولده على وجه التحديد، ومن الجائز أنه ولد عام 607هـ الموافق 1210م، في قرية قرش
الدمشقية، وكانت هذه القرية خارج أسوار دمشق، وهي الآن جزء صغير من حي الميدان، وفيه زقاق مازال حتى اليوم يدعى زقاق القرشي.
كان
ابن النفيس طويل القامة، نحيل الجسم، رقيق الجانب، أسيل الخدين، ذات رأس نحيف كرؤوس العلماء. ‏
تعلم في دمشق العلوم الابتدائية، ودرس الطب على الأستاذ الكبير مهذب الدين الدخوار في البيمارستان النوري بدمشق (المعروف حالياً بمتحف الطب والعلوم عند العرب).. وبعد أن أتم دراسة العلوم الطبية توجه إلى مصر، وأقام بالقاهرة، وتسلم إدارة البيمارستان المنصوري، وصار عميداً للمدرسة الطبية فيه. ‏
أوقف كل ماله ودارته ومكتبته النفيسة على البيمارستان المنصوري في القاهرة (الذي بناه السلطان قلاوون» توفاه الله تعالى بالقاهرة سحر يوم الجمعة الحادي والعشرين ذي القعدة سنة 687هـ ـ 1288م. ‏وبذلك انتهت رحلة من الجدل والبحث استمرت قروناً طويلة بين العلماء والمؤرخين حول المكان الذي دفن فيه ابن النفيس، الذي يعتبر مفخرة للحضارة العربية الاسلامية وللحضارة الإنسانية العالمية بشكل عام. ‏التقليدي الذي يؤخذ بالأسماء الكبيرة، ويتقبل كل مايقال له بلا جدال أو نقاش.. كانت دراسته دراسة واعية متفهمة نقدية، كان الحكم فيها عقله ومنطقه وخبرته.. كان يأبى على نفسه أن يعلم تلاميذه آراء متوارثة من عظماء العلماء القدماء، وهو لايزال يشك في صحتها.. وبفضل هذه النظرية الشجاعة للعلم، وهذه الرؤية تمكن من دفع علم الطب إلى آفاق واسعة. ‏
ظلم ابن النفيس في حياته مرتين: ‏
وهي ثمار نفيسة أغنت المكتبة الطبية العربية الاسلامية منها: ‏
يقع في عشرين مجلداً، وقد ترك فيه بصمات رائعة، تنم عن عمق معرفته، وسعة اطلاعه. ‏
ـ شرح وتشريح جالينوس ‏
ختاماً.. ‏
ولاشك أن من الظروف التي ساعدته على تركيزه في الدراسة والتأليف وعلى وفرة إنتاجه وعلمه أنه لم يتزوج. ‏
وحكي أنه في علته التي توفي بها، أشار عليه بعض الأطباء بتناول شيء من الخمر، وكان مناسباً لإبراء علته فيما زعموا، فأبى أن يتناول شيئاً منه، وقال: «لاألقى ربي وفي باطني شيء من الخمر».. ‏
اكتشاف قبر
ابن النفيس
عثر مؤخراً في جمهورية مصر العربية أثناء عمليات الحفر في مدينة الرحمانية في محافظة البحيرة على شاهدة قبر من حجر الصوان كتب عليها: ‏
«هذا قبر العالم الطبيب علي بن
النفيس» المتوفى في القرن السابع الهجري.. ‏
وقد أثار هذا الكشف اهتمام علماء التاريخ العربي الإسلامي، حيث أكدوا أن
ابن النفيس مكتشف الدورة الدموية الصغرى قد دفن في أرض مصر.. ‏

كفاءته العلمية: ‏
يمثل
ابن النفيس الثقافة العربية الإسلامية في أعلى مظاهرها، حيث بلغ في عمله وعلمه ومؤلفاته وتجاربه وتصانيفه وشروحه غاية الحذق والدقة.. ‏
ونال شهرة كبيرة تجاوزت عصره وزمانه بسبب اعتماده على الملاحظة وتطبيق قواعد المنهج التجريبي، وهو القائل: «لو لم أعلم أن تصانيفي تبقى عشرة آلاف سنة ماوضعتها». ‏
لقد برع
ابن النفيس في أكثر العلوم التي تلقاها عن أساتذته، أو طالعها، بنفسه، وكان إماماً في الطب، كما نبغ في الفقه وأصوله والنحو والبيان والحديث والسيرة النبوية والمنطق والخطابة وغيرها.. ‏
لم يكن
ابن النفيس مجهولاً من قبل معاصريه من المؤرخين وزملاء المهنة، فقد حظي بشهرة واسعة، ونال سمعة كبيرة قل أن وصل إليها أحد في زمانه، وسبب ذلك أن طبيبنا العربي لم يكن ذلك الطبيب
ومن طريف ماروي عنه أنه دخل الحمام مرة، فلما كان تغسيله، خرج إلى مشلح الحمام، واستدعى بدواة وقلم وورق، وأخذ بتصنيف مقالة في النبض، إلى أن أنهاها، ثم عاد ودخل الحمام وأكمل تغسيله.. ‏
وقال الشيخ برهان الدين الرشيدي خطيب جامع الأمير حسين بالقاهرة: ‏
«أن
ابن النفيس إذا أراد التصنيف توضع الأقلام مبرية، ويدير وجهه إلى الحائط، ويأخذ في التصنيف إملاء من خاطره، ويكتب مثل السيل إذا انحدر، فإذا أكل القلم وحفي رمى به، وتناول غيره لئلا يضيع عليه الوقت في بري الأقلام». ‏ابن النفيس ظلم مرتين: ‏
ہ المرة الأولى: ‏
عندما لم يشر
ابن أبي أصيبعة مؤرخ الطب العربي من خلال كتابه «عيون الأنباء في طبقات الأطباء» لم يشر إلى ابن النفيس، بالرغم من صداقته له، ولقد تساءل أكثر من باحث عن السبب الذي حدا بابن أبي أصيبعه إلى إغفال زميله، فقال البعض: إن سوء التفاهم والدسائس قد تكون السبب في إغفاله لابن النفيس. ‏
ہ المرة الثانية: ‏
عندما ادعى الطبيب البريطاني وليم هارفي أنه هو الذي اكتشف الدورة الدموية الصغرى (عام 1628)، بينما
ابن النفيس هو الذي اكتشفها قبله، بأربعمئة سنة ‏
ولكن بكل أسف ظل هذا الفضل مغموراً ومجهولاً من قبلنا نحن العرب طيلة القرون الماضية، حتى جاء الطبيب العربي المصري محي الدين النطاوي فأتى بالدلائل القاطعة على أن
ابن النفيس هو بلا منازع مكتشف الدورة الدموية الصغرى في القرن الثالث عشر الميلادي، وقد أورد ذلك في الرسالة التي بحث فيها هذا الموضوع، والتي نال بها شهادة الكتوراه عام 1924. ‏
ثماره الطبية: ‏
ـ كتاب الشامل في الطب: ‏
ولعله من أوسع كتبه، وهو الآن في البيمارستان المنصوري بالقاهرة، وهذا الكتاب موسوعة تضاهي موسوعة الرازي «الحاوي»، وكان يريده موسوعة جامعة في ثلاثمئة مجلد، ولكنه لم يكتب منها سوى ثمانين. ‏
ـ كتاب شرح تشريح القانون: ‏
وهو موجود في المكتبة الظاهرية بدمشق، وهو مفخرة في الطب العربي، وفيه خالف أبقراط وجالينوس و
ابن سينا، وقد طرح ابن النفيس فيه نظريته المثيرة عن طبيعة الدوران الدموي الرئوي المشهور بها حتى اليوم. ‏
ـ كتاب موجز القانون ‏
ـ شرح القانون: ‏
ـ شرح مفردات القانون ‏
ـ شرح فصول أبقراط ‏
ـ تعليق على كتب الأوبئة لأبقراط ‏
أوضح فيه آراءه، ونتائج خبرته. ‏
ـ المهذب في الكحل المجرب: ‏
ويبحث في أمراض العين.. وهو موجود في المكتبة الظاهرية بدمشق كما يوجد في مكتبة الفاتيكان، وقد نال هذا المؤلف حظاً وافراً من الشهرة وسعة الانتشار. ‏
ـ المختار من الأغذية ‏
ـ تفاسير العلل وأسباب الأمراض ‏
ـ شرح مسائل حنين بن اسحاق.. ‏
ثماره غير الطبية: ‏
وقد دلت مؤلفاته غير الطبية أيضاً على سعة اطلاعه، وعمق معرفته في كثير من العلوم الدينية والفلسفية وغيرها، وفي هذا المجال يمكن ذكر بعض ثمار
ابن النفيس مثل: ‏
ـ شرح التنبيه للشيرازي: ‏
ـ شرح كتاب «الهداية في الفلسفة» ل
ابن سينا، وهو كتاب في المنطق. ‏
ـ الرسالة الكاملة في السيرة النبوية ‏
ـ مختصر في علم الحديث ‏
هذه جولة سريعة في نفائس
ابن النفيس الدمشقي.. يتبين من خلالها كيف كان مثلاً رائعاً للطبيب العربي المجتهد والموسوعي، والذي أعطى مساهمات جليلة في فن الشفاء، وأسهم في تقديم العلوم الطبية التي شكلت جزءاً لايتجزأ من تاريخ الثقافة العربية الاسلامية. ‏
المراجع: ‏
ـ موجز تاريخ الطب عند العرب الأستاذ الدكتور شوكت الشطي ‏
ـ مختارات من تاريخ الطب الأستاذ الدكتور برهان العابد ‏
ـ الثقافة والصحة كلودين بريليه ـ رسالة اليونسكو ‏
ـ
ابن النفيس الأستاذ نزار الأسود ‏


الزهراوي




الزهراوي

قبل قرابة ألف عام مضت شهدت شبه الجزيرة الأيبيرية، جنوب غرب أوروبا، تقدماً حضارياً كبيراً. وفي ظل الدولة الأموية الإسلامية حققت الأندلس وعاصمتها قرطبة قدراً كبيراً من الرخاء والازدهار. وأصبحت المدينة مركزاً عالمياً للحركة الثقافية والعلمية اجتذب إليه الباحثين والفنانين والشعراء من جميع أنحاء حوض البحر المتوسط والقارة الأوروبية. وفي أواخر القرن التاسع الميلادي أصبحت قرطبة مدينة النصف مليون نسمة، وهو رقم ضخم بمعايير تلك الأيام.

وبدأ الخليفة عبد الرحمن الناصر، حاكم الأندلس في تلك الأيام، ببناء عاصمة جديدة لخلافته عام 936 للميلاد. ورأى في سفوح جبال العروس على بعد ستة أميال شمال غرب قرطبة موقعاً مثالياً لعاصمته الجديدة، وسماها الناصر بالزهراء، لتصبح حين اكتمالها تجسيداً للجمال والعظمة ورمزاً كبيراً للتطور المعماري الإسلامي.

قرابة عام 940 للميلاد، ولد أبو القاسم خلف بن عباس الزهراوي في مدينة الزهراء التي كانت بالكاد قد انتهى بناؤها. حياة الزهراوي المبكرة ظلت مبهمة على الباحثين، ربما لأن مصير الزهراء وكل ما فيها من مدونات كان الخراب عام  1011. وكل ما نعرفه هو  أنقد تقدم في العلوم ليصبح صاحب الإسهام الفردي الأكبر في تطور الجراحة كما يمارسها الأطباء حتى يومنا هذا.

الزهراوي، الطبيب والجراح والمخترع
كان الزهراوي الإنسان الذي قدر له أن يغير علم الطب. في مدينة الزهراء، أصبح الطبيب الشخصي للحكم الثاني، أو كما كان يعرف بلقبه الآخر، المنتصر. جهوده الكبيرة التي بذلها لتطوير الطب جعلته أشهر جراحي زمانه. بل إن معاصريه من أطباء أوروبا ومن تلاهم رأوا فيه المرجعية العلمية الأكبر حتى من جالينوس _ الجراح الأسطوري القديم. وحقيقة هذا بادية في أن معظم الكتب الجراحية في العصور الوسطى كانت تشير إلى الزهراوي أكثر من جالينوس.

أول من ذكر الزهراوي في أعماله كان المفكر الأندلسي المسلم أبو محمد بن حزم (993- 1064) الذي وصفه بأنه أكثر أطباء وجراحي الأندلس اقتداراً. أما أول الأعمال المعروفة لتوثيق سيرة الزهراوي كاملة فأتت في كتاب "جذوة المقتبس" للحميدي. وهذه السيرة التي وضعها كاتبها بعد حوالي 60 عاماً من وفاة الزهراوي، نجحت في تحديد نسب الزهراوي ووصف سنوات حياته الأولى لكن بدقة ليست واضحة.

كتاب "التصريف": بيضة الديك في البحث الطبي
كتاب واحد فقط يعرف للزهراوي. غير أن هذا الكتاب الوحيد لم يمثل الموسوعة الطبية الأعظم في زمنه فحسب، بل يوفر لنا أيضاً أساساً جيداً لاستنباط المعلومات عن منهجه العلمي وإلى حد ما عن حياته. وسمى الزهراوي كتابه هذا "التصريف لمن عجز عن التأليف".
في "التصريف" يضع الزهراوي خلاصة بحوثه وعمله في الطب طوال حياته وخصوصاً في الجراحة. هذه الموسوعة الضخمة مجموعة في 30 مجلداً وضعها الزهراوي على مدى خمسين عاماً تقريباً من عمله في الطب. وفيه يقدم أوصافاً مفصلة لعلوم طب الأسنان والصيدلة والجراحة.

من المواضيع المتكررة في "التصريف" نذكر الحمل والولادة وطب الأطفال وتشريح وبنية جسم الإنسان والجراحة وطب العظام والعيون وعلم الأدوية، بل وحتى التغذية. ويقدم الزهراوي بالتفصيل الأعراض المبكرة لكل مرض ثم ينتقل لتعداد أسبابه المحتملة قبل أن ينهي بذكر طريقة العلاج لهذا المرض. وفي سياق ذلك، يبحث ويوضح في طريقة تحضير الأدوية المطلوبة وإعطائها للمريض وأدوات العلاج اللازمة. ويتضمن ذلك الأدوية المقيئة وأدوية القلب والمعدة والمسهلات وأمراض الشيخوخة والطب التجميلي والطب الغذائي و خواص المواد والأوزان والمقاييس والبدائل الدوائية.

ونتيجة للخبرة الوافية والمعرفة المبتكرة المتضمنات فيه، أصبح "التصريف" مرجعاً شديد الأهمية في العديد من العلوم والأعمال ذات الصلة بالطب. وعلى سبيل المثال، أثبت الكتاب أهميته الشديدة في طب الطفولة والأمومة بما فيه من نصوص حول الحمل والولادة وصحة الطفل ومهنة القبالة.

كما أن طبيعة كتابة الزهراوي ومناهجه المتبعة في التعليم والعلاج توفر لنا إمكانية استقاء القليل عن شخصيته. إذ يبدو لنا رجلاً ذا ميول إنسانية جداً. وهذا ليس نتيجة لمهنته فحسب، فهو لم يكن يرعى مرضاه فقط، بل ومريديه أيضاً. كان يستمتع بتقديم علمه لتلاميذه ومناقشتهم بالمسائل الطبيعية، وهو الذي كان يدعوهم في كتابه بأبنائه. علمهم الزهراوي أن يحترموا مرضاهم بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية وأن يطوروا علاقة جيدة بين الطبيب وكل مريض من مرضاه. كما علمهم أيضاً أهمية تشخيص كل مشكلة طبية باعتبارها حالة فريدة، آخذين بعين الاعتبار كل العوامل التي ربما تكون ذات صلة بها. وفي المقابل علمهم أيضاً ألا يحفظوا الكتاب عن ظهر قلب ويطبقوا العلاجات الواردة فيه قبل أن ينظروا في أوجه اختلاف كل حالة عن المثال الشائع الوارد فيه عنها. وربما كان أكثر ما يصف طبيعته الشخصية ونزاهته بقوة هو إصراره على المعايير الأخلاقية ومعارضته لأي علاج غير منصف مدفوع بأسباب شخصية مثل المكاسب المادية.

إنجازات جراحية
المجلد الأكبر في "التصريف" وهو الثلاثون والأخير مخصص بالكامل للجراحة تحت عنوان "في الجراحة"، وهو المؤلف العلمي الجراحي الأول المعروف لنا كما أنه أفضل مرجع حول هذا العلم في العصور الوسطى.

يتطرق "في الجراحة" إلى مجموعة واسعة من القضايا الجراحية التي ابتكر العديد من العلاجات فيها ولا تزال تستخدم حتى يومنا هذا. على سبيل المثال، كان الزهراوي أول من طور الجراحة التقليدية المتبعة حالياً لعلاج سرطان الثدي واستئصال الغدد الدرقية واستخراج حصى المثانة. وإلى جانب شروحه المستفيضة لهذه الجراحات، يضمن الزهراوي كتابه رسوماته التوضيحية الدقيقة لتجنب أي احتمال للخلط. كما يتضمن الكتاب حوالي 150 رسماً للأدوات الجراحية والحقن والقطارات وغيرها. وهذه الرسومات التي توضح بالتفصيل أدوات جراحية كانت مستخدمة في زمنه أو كان هو من ابتكرها، ظلت حاضرة بوضوح كبير في النصوص والمخطوطات الطبية في أوروبا والعالم الإسلامي طوال قرون تالية.

بعض أكثر الأدوات الجراحية التي ابتكرها الزهراوي شهرة هي تلك المستخدمة للفحص الداخلي للأذن وأخرى لفحص الإحليل وأداة لانتزاع الأجسام الغريبة من الحنجرة. في الفصل 190 من مجلد "في الجراحة" نصوص مفصلة عن محاسن ومساوئ العلاج بالكي والأدوات المستخدمة فيه وعن تجبير العظام في الكسور البسيطة والمعقدة والحجامة ونزع السهام من جسم المصاب وشتى أنواع الإبر والخيوط لخياطة الجروح وعلاج الجروح بشكل عام. وهناك فصول مهمة تتحدث عن جراحة الأسنان وصحة الفم. بعضها يصف بالتفصيل تحضير الجسور السنية لتثبيت الأضراس وأدوات خفض اللسان أثناء الجراحة وغيرها من الإجراءات الجراحية التي يعتبر الكتاب أول مرجع لها في تاريخ الطب. وتتضمن الإنجازات الأخرى التي قام بها الزهراوي تحريم استئصال الساق من فوق الركبة والذراع من أعلى المرفق نظراً لخطورة الحالة ووضع وصف دقيق لمرض الناعور وتفسير للشلل الناتج عن إصابة في النخاع الشوكي أو العمود الفقري إضافة لأول شرح دقيق مدعوم بالرسوم لولادة وضعية الحوض في علم القبالة بالاعتماد على تعزيز قوة الطلق في المخاض ببعض الأدوات.

أول جراحة تجميلية
المثير للدهشة هو أن الزهراوي غالباً ما يعتبر في أوساط الطب المعاصر مخترع الجراحة التجميلية. وبالفعل، فقد أجرى الزهراوي عمليات جراحية يمكن تعريفها بكل وضوح على أنها شكل من الجراحة التجميلية قبل حوالي ألف عام من الآن. وفي كتابه "التصريف" يتحدث الزهراوي عن مجموعة كبيرة من الحلول والطرق للعمليات التجميلية، بعضها لايزال يستخدم حتى اليوم من قبل أفضل جراحي التجميل المعاصرين. على سبيل المثال، استخدم الزهراوي الحبر لتحديد المسار الدقيق على الجلد للجرح قبل الشروع بالعملية وهو ممارسة شائعة اليوم. وفي موضع آخر من "في الجراحة"، يقول الزهراوي في شرحه عملية تصحيح ضخامة الثدي نتيجة زيادة حجم الجلد التي لا يمكن علاجها بالاستئصال الغدي البسيط، يقول: افتح جرحين تكون حافتاهما متطابقتين، ثم استأصل الجلد والنسيج الغدي بينهما وخيط حافتي مكان الاستئصال. وهذه الطريقة لاتزال متبعة في بعض الحالات حالياً.

شهرة الزهراوي
بدأت أعمال الزهراوي التي كانت ثمرة تكريس حياته كلها للطب باكتساب مكانتها العامة مع ترجمة كتاب "التصريف". انتقلت شهرته إلى غرب أوروبا أول مرة بفضل ترجمات نصوصه على يد جيرار دي كريمونا. وتبعتها ترجمات أخرى سريعاً مما زاد شهرة "التصريف" حتى في عصر النهضة الأوروبية. طبع "في الجراحة" أول مرة في البندقية عام 1471 ثم أعيد نشره في 1497 و1499. وفي القرن السادس عشر بلغت شهرة الكتاب ذروتها لتطبعه عدة دور نشر أوروبية شهيرة. مقدمة طبعة بييترو أرغالاتا عام 1531 تقول "بدون شك، كان الزهراوي أكبر الجراحين قاطبة." عودة الاهتمام بالطب في عصر النهضة ساعدت في جعل "التصريف" المرجع الطبي الأكثر شهرة. ومما ساهم في ذلك أيضاً بساطة الأسلوب القائم على التقديم الواضح والتفكير المنطقي. الجراح الفرنسي غاي دو تشولياك في كتاب "الجراحة العظيمة" الذي أنهاه عام 1363 ينقل عن "التصريف" أكثر من 200 مرة. كما ينقل جراح فرنسي شهير آخر هو جاك ديليشامب (1513- 1588) عن "التصريف" في مناسبات كثيرة جداً بشكل يعزز مرجعية الزهراوي في الطب وخصوصاً الجراحة طوال العصور الوسطى وحتى عصر النهضة.

مات الزهراوي ميتة طبيعية عام 1013 في مسقط رأسه الزهراء بعد عامين من خرابها بفعل هجوم للبربر. وواضح من سيرة حياته وكتاباته أنه كرس طوال حياته وكل عبقريته لتطوير الطب عموماً والجراحة خصوصاً. وإنجازاته الطبية كان لها أثر عميق على هذا العلم وهو ما يمكن أن نرى نتائجها حتى يومنا هذا.

الرازي



الرازي





هو أبو بكر محمد بن زكريا الرازي أحد العلماء المسلمين البارزين في مجال الطب، تنوعت مجالات المعرفة لهذا العالم العظيم في العديد من المجالات التي نبغ بها والتي تمكن من تحقيق التكامل بين أفرع العلوم المختلفة  لتكمل أحداهما الأخرى ويفوز هو بالنتائج التي يقدمها لخدمة العلم والطب.
نبغ الرازي كما سبق أن ذكرنا في العديد من العلوم منها الطب، الفلسفة، الكيمياء، الرياضيات، العلوم الطبيعية وغيرها الكثير، وكانت من ثمار هذا الجهد المتواصل للرازي مجموعة المؤلفات الضخمة التي تركها إرث من بعده لأجيال من العلماء والدارسين في العديد من المجالات العلمية والتي أخذوها كمرجع لهم في الكثير من المسائل العلمية والطبية.
النشأة
ولد الرازي في عام 865 م في مدينة الري بإيران " تقع شرقي مدينة طهران حاليا "، عرف عن الرازي منذ الصغر عشقه للإطلاع والمعرفة فاتجه نحو الدراسة والبحث وتحصيل العلوم المختلفة، حيث كان يقضي وقت طويل فيهم.
فعمل على دراسة الرياضيات والموسيقى وعندما بلغ الثلاثين من عمره أتجه إلي دراسة الطب والكيمياء، وكانت القراءة هي رفيقه الدائم في رحلته العلمية والتي كان يستغرق فيها أوقاتاً طويلة، وخاصة في فترة المساء فكان يمكث في فراشه يقرأ قبل أن يخلد للنوم.
رحل الرازي إلي بغداد حيث عكف فيها على دراسة الطب واقبل على هذه الدراسة بشغف كبير وإصرار وعزيمة أن يحقق بهذه الدراسة الكثير، وبعد أن أتم دراسته قام بترأس البيمارستان العضدي في بغداد، ثم عاد مرة أخرى إلي موطنه الأصلي في الري حيث شغل هناك منصب رئيس الأطباء في البيمارستان الملكي فيها.
  
إنجازاته
ساهم من االرازي بالعديد لاختراعات والابتكارات في مجال الطب والكيمياء هذا نظراً لذكائه وأبحاثه وسعيه الدائم من أجل العلم مما جعله مساهم أساسي في العديد من الأمور الطبية والعلمية التي يسير عليها الأطباء والعلماء إلي الآن، نذكر من إنجازات الرازي العلمية ما يلي:
-  ابتكاره خيوط القصاب من أمعاء القطط هذه الخيوط التي تستخدم في العمليات الجراحية.
-  قام باستعمال الفتائل في الجروح.
-  كان هو أول من فرق بين كل من الجدري والحصبة وقام بوصف كل منهما وصفا دقيقا.
-  قام بتركيب مراهم الزئبق.
وغيرها العديد من الإنجازات الطبية الهامة، فكان الرازي هو أول من استخدم الكيمياء لخدمة الطب فقام بتحضير عدد من المركبات الكيميائية التي تخدم الصيدلية مثل أنه أول من قام بتحضير مادة الكحول من مخمرات محاليل سكرية، وحمض الكبريتيك بتقطير كبريتات الحديد.
كما عمل الرازي على تقديم شرح لعدد كبير من الأمراض منها أمراض الأطفال والنساء والولادة، وجراحة العيون وأمراضها، ومارس الرازي العديد من الأمور الطبية المتخصصة التي نعرفها اليوم في الطب الحديث حيث كان يعتمد في دراساته وأبحاثه على إجراء التجارب والتحقق العملي منها للحصول على النتائج وكان يختبر الدواء أولاً على القرود قبل أن يعطيه للإنسان، كما عمل على متابعة الحالة المرضية وتسجيل التطورات التي تطرأ عليها لكي يتمكن من تقديم العلاج المناسب لها، وعمل على إجراء التحاليل للمريض وقياس النبض لكي يتمكن من تشخيص المرض.
وكان يدعو دائماً للعلاج بالدواء المفرد وعدم اللجوء للدواء المركب إلا في حالات الضرورة، وكان يقول في ذلك " مهما قدرت أن تعالج بدواء مفرد، فلا تعالج بدواء مركب".
شهرته العالمية
نال الرازي شهرة عالمية وذاعت شهرته في العديد من البلاد الأوربية كما لاقت مؤلفاته انتشار هائل وتم ترجمتها لعدد من اللغات الأوربية مثل اللاتينية والفرنسية والألمانية، كما أعيد طبعها أكثر من مرة وضمت المكتبات الأوربية هذه النسخ والتي قاموا باستخدامها كمراجع طبية هامة، ومصدر للدراسة والعلم، وظلت هذه المؤلفات هي المراجع الرئيسية للطب في أوروبا حتى القرن السابع عشر الميلادي.
ومما يدل على مدي تأثير هذا العالم الطبي العظيم على الساحة العلمية هو احتفاظ جامعة "برنستون" الأمريكية  بمؤلفاته في واحدة من أعظم قاعاتها، كما قامت بإطلاق أسمه عليها كنوع من التكريم والتبجيل لهذا العالم العظيم نظراً لجهوده العلمية المؤثرة في العلوم الطبية.        
مؤلفات الرازي
أثرى الرازي المكتبة الطبية والعلمية بالعديد من المؤلفات الهامة التي شملت العديد من المجالات فيوجد له مؤلفات في الطب والكيمياء والفلسفة والمنطق نذكر من مؤلفاته الطبية :
الحاوي في علم التداوي، الجدري والحصبة، المنصوري في التشريح، الكافي في الطب، سر الطب، منافع الأغذية، دفع مضار الأغذية وغيرها العديد من الكتب في المجال الطبي، أما بالنسبة لمؤلفاته في الطبيعيات فمنها كيفيات الإبصار، شروط النظر، الهيولي المطلقة والجزئية، هيئة العالم، اشتهر الرازي في علم الكيمياء كواحد من رواد هذا العلم والذي استغرق في دراسته وأجراء العديد من التجارب الكيميائية والتي وظفها في خدمة الطب وعرف الرازي كواحد من تلاميذ العالم العربي الكبير جابر بن حيان رائد علم الكيمياء، ومن مؤلفات الرازي  في علم الكيمياء هي سر الأسرار، التدبير، الأكسير، رسالة الخاصة، الحجر الأصفر، هذا بالإضافة إلي مؤلفاته في مجال الفلسفة ومنها المدخل إلي المنطق، المدخل التعليمي، المدخل البرهاني، ويوجد الكثير من المؤلفات الأخرى والتي تضمها أعظم المكتبات حول العالم.
الوفاة
توفى الرازي في عام 936 م، وذلك بعد أن قدم العديد من الخدمات العلمية الجليلة وبعد أن بذل الكثير من الجهود من أجل أبحاثه وتجاربه حتى أنه فقد بصره  في أواخر حياته نتيجة لشغفه بالإطلاع المستمر واستغراقه في القراءة لفترات طويلة من الليل.
من أقواله
- عالج أول العلة بما لا يسقط القوة, وما اجتمع عليه الأطباء وشهد عليه الناس وعضدته التجربة وليكن أمامك.
- إن استطاع الحكيم أن يعالج بالأغذية دون الأدوية فقد وافق السعادة.
- ينبغي للمريض أن يقتصر على واحد ممن يوثق به من الأطباء فخطؤه في جنب صوابه يسير جدا.
- الحقيقة في الطب غاية لا تدرك والعلاج بما تنصه الكتب دون إعمال الماهر الحكيم برأيه خطر.

جابر بن حيان




جابر بن حيان

اسمه بالكامل أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الأزدي، فيلسوف كيميائي، ومؤسس علم الكيمياء، ومازالت اكتشافاته العلمية وتجاربه هي النهج الذي يتبعه العلماء حتى الآن، ويرجع إليه الفضل في تطور هذا العلم، أُطلق عليه العديد من الألقاب يعد من أشهرها " شيخ الكيميائيين". 
تضاربت الأقاويل في مكان وتاريخ مولده فيقال أنه ولد بالكوفة في العراق والبعض الأخر يرجح أنه ولد بمدينة طوس بخراسان، وغيرها من الآراء، و لكن الذي يهم هو ذلك العالم العظيم الذي أدت اكتشافاته العلمية في الكيمياء إلي وضع الأساس العلمي الذي يسير عليه العلماء إلى الآن.

 

بدايته وتعليمه
تلقى جابر بن حيان علومه من خلال اثنان من العلماء الأول خالد بن يزيد بن معاوية و يعد أول من تكلم في علم الكيمياء حيث قام بالدراسة في كتبه ومؤلفاته ومصنفاته، والثاني هو الإمام جعفر الصادق والذي تتلمذ على يده العديد من العلماء مثل الإمامان مالك وأبو حنيفة بالإضافة إلى جابر بن حيان الذي عاصره و أخذ منه علومه الشرعية واللغوية والكيميائية.
كان جابر متقدماً في علوم الطبيعة و بارع في اكتشافاته الكيميائية وكان يعتمد في منهجه على التجارب والاستقراء والاستنتاج العلمي، فكان دائماً يعتمد على التجارب للوصول للحقائق، وهو المنهج الذي يتبعه العلماء الآن في مختلف العلوم.

أقبل جابر بن حيان على دراسة العلوم الطبيعية ودراسة المنهج العلمي الذي أتبعه العلماء السابقون ومحاولة اكتشاف المواد المختلفة عن طريق وضع النظريات ومن ثم إجراء التجارب عليها للتأكد من صحتها، فكان دائماً يقوم بالبحث النظري ووضع الفروض المختلفة، ثم إجراء التطبيق العملي بإجراء التجارب وكان يدعو تلاميذه دائماً أن يحذو حذوه في ذلك.

اكتشافاته
يرجع الفضل لجابر بن حيان في اكتشاف وتحضير العديد من المركبات والمواد من خلال العمليات المخبرية العديدة التي قام بها مثل التبخر، التكليس، التصعيد، التقطير، التكثيف، الترشيح، الإذابة، الصهر، والبلورة، حيث قام باكتشاف الصودا الكاوية وعدد من المحاليل الحمضية التي استخدمت في العديد من الأشياء أولها فصل الذهب عن الفضة و هي طريقة مازالت مستخدمة إلي الآن، كما قام باستحضار ماء الذهب أو الماء الملكي، و اكتشف عدد من الأحماض منها: حامض النتريك والهيدروكلوريك والكبريتيك كما قام بإعداد وتحضير العديد من المواد الكيميائية مثل كلوريد الفضة والذي ينتج من خلط ملح الطعام مع محلول نترات الفضة، كما شرح كيفية تحضير الزرنيخ، والإنتيمون، وتنقية المعادن وصبغ الأقمشة، وقام بزيادة عنصرين جديدين على العناصر الأربعة لدى اليونانيين وهما الكبريت والزئبق، كما قام بصنع ورق غير قابل للاحتراق، وغيرها العديد من الاكتشافات والتجارب التي قامت بإثراء علم الكيمياء.
كان جابر بن حيان عبقري على حق في علم الكيمياء وشهد له بذلك العديد من علماء الغرب، الذين اعترفوا للعرب بتقدمهم في عدد من المجالات الهامة وذلك على الرغم من حقدهم ومحاولتهم المستمرة لتغيير الحقائق.

مؤلفاته
و لجابر بن حيان العديد من المؤلفات والكتب الهامة في العديد من المجالات ويأتي على رأسها بالطبع علم الكيمياء وغيرها العديد من المؤلفات في الطب، الفلك، الطبيعة، الفلسفة والتي تم ترجمتها إلي العديد من اللغات ليستفيد بها العالم أجمع نذكر منها: كتاب الأحجار بأجزائه الأربعة، وكتاب الخاص، وكتاب الرحمة الذي تناول فيه إمكانية تحويل المعادن إلى ذهب، وكتاب القمر ويعني الفضة و كتاب الشمس و يعني الذهب، كتاب الأسرار،  كتاب الزئبق، كتاب الموازين، كتاب الخواص، كتاب المماثلة والمقابلة، رسالة في الكيمياء، كتاب صندوق الحكمة، كتاب الوصية، كتاب السبعين، كتاب المائة والإثنى عشر، كتاب الخمسمائة، كتاب السموم ودفع مضارها وغيرها العديد من الكتب والمراجع العلمية.

الأحد، 15 مايو 2011

أوغستين لويس كوشي



أوغستين لويس كوشي



عالم رياضيات و فيزياء فرنسي عاش في الفترة من 1789 إلى 1857 ، كان لأعماله التي تميزت بالدقة تأثير عظيم على معظم فروع الرياضيات ، و بخاصة وضع أسس التحليل الحديث بدلالة النهايات و الإستمرار ، و طور نظرية الدوال في متغيرات عقدية ، و بعد انتهاء خدماته كمهندس في القوة التي كانت تعد لغزو نابليون لبريطانيا و التي لم تتم ، و شجعه على متابعة نشاطه في الرياضيات العالم لابلاس و العالم لاغرانج و أصبح أستاذا للرياضيات في مدرسة البوليتكنيك ، و السوربون ، و كلية فرنسا ، و بسبب آرائه السياسية و الدينية رفض أن يقسم يمين الولاء للويس فليب سنة 1830 فنفي مع حفيد تشارلز العاشر ، و عينته جامعة تورينو في منصب كرسي استاذيه أنشئ من أجله ، و لكنه تركه لتعليم حفيد تشارلز العاشر ، و لقد نشر ما مجموعه 789 عملا ، تتضمن مقالات حول التكاملات المحدودة و انتشار الموجات ، كما نشر أوراق بحثية في الهندسة و نظرية الأعداد و المرونة و نظرية الخطأ و الفلك و الضوء

ماران ميرسين










ماران ميرسين



مارين ميرسين (بالفرنسية: Marin Mersenne‏) ‏ (8 سبتمبر 1588–1 سبتمبر 1648) كان عالم إلهيات، فيلسوف، رياضياتي، وعالم في نظرية الموسيقى فرنسي.

ولد ميرسين لأبوين قرويين في مين، ودرس في لو مان والكلية اليسوعية في لا فليش حيث تعرّف على زميله رينيه ديكارت. توجه إلى باريس لدراسة الإلهيات، وفي عام 1614، ذهب إلى نيفير لتدريس الفلسفة، ثم عاد إلى باريس عام 1620. كثف ميرسين بعدها أعماله لدراسة الرياضيات والموسيقى. توفي ميرسين في باريس عام 1648 بعد أن أصيب بمرض في رئته.

أعمال ميرسين الأولى كانت في الفلسفة الإلهيات، حيث نشر مؤلفات ضد الإلحاد والشكوكية. كان لميرسين علاقة صداقة قوية مع رينيه ديكارت وكان يدعم آراءه في الفلسفة. في المرحلة اللاحقة من حياته، ركز ميرسين أعماله حول الرياضيات، الفيزياء، نظرية الموسيقى، وعلم الصوت، وقام بالعديد من التجارب في هذه المجالات. في الرياضيات، طوّر ميرسين معادلة شهيرة للأعداد الأولية تعرف اليوم بمعادلة أعداد ميرسين الأولية.

اهم مؤلفاته :

  1. Euclidis elementorum libri, etc. (1626)
  2. Les Mécaniques de Galilée (1634)
  3. Questions inouies ou récréation des savants (1634)
  4. Questions théologiques, physiques, etc. (1634)
  5. Harmonie universelle (1636–7)
  6. Nouvelles découvertes de Galilée (1639)
  7. Cogitata physico-mathematica (1644)
  8. Universae geometriae synopsis (1644)